العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل من أشكال العلاج النفسي الحواري يركز على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك غير الصحية أو السلبية، يقوم على فكرة أن أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا الجسدية وأفعالنا مترابطة، وأن الأفكار والمشاعر السلبية يمكن أن تحبسنا في حلقة مفرغة.
مفهوم العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي بالكلام يركز على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك غير المفيدة أو السلبية. يقوم على فكرة أساسية وهي أن أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا مترابطة، وأن الطريقة التي نفكر بها في المواقف تؤثر على شعورنا وتصرفاتنا، بشكل مبسط، يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدة الأشخاص على:
- التعرف على الأفكار السلبية أو المشوهة: ملاحظة الأفكار التلقائية التي تسبب لهم الضيق أو تؤثر على سلوكهم.
- فهم تأثير هذه الأفكار: إدراك كيف تؤدي هذه الأفكار إلى مشاعر غير صحية وسلوكيات غير مفيدة.
- تحدي هذه الأفكار: فحص مدى واقعية هذه الأفكار والبحث عن أدلة تدعمها أو تناقضها.
- استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر واقعية وإيجابية: تعلم طرق جديدة للتفكير في المواقف تكون أكثر توازنًا وعقلانية.
- تغيير السلوكيات غير المفيدة: تطوير استراتيجيات سلوكية جديدة تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتحسين حياتهم.
يرتكز العلاج السلوكي المعرفي على عدة مبادئ أساسية، منها:
- التركيز على الحاضر: يركز بشكل أساسي على المشاكل الحالية بدلاً من الخوض العميق في الماضي.
- التعاون النشط بين المعالج والمريض: يعتبر المريض شريكًا فعالًا في عملية العلاج.
- التوجه نحو الأهداف: يتم تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس لتحقيقها خلال فترة العلاج.
- العلاج قصير الأمد: غالبًا ما يكون العلاج محدد المدة ويتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر.
- التعليم والتطبيق العملي: يتم تزويد المريض بمهارات واستراتيجيات عملية لتطبيقها في حياته اليومية.

أهمية العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية التي تساهم في مشاكل الصحة العقلية والعاطفية. تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسية:
1. فعالية مثبتة: لقد ثبتت فعالية العلاج السلوكي المعرفي في علاج مجموعة واسعة من الحالات النفسية، بما في ذلك:
- الاكتئاب والقلق بأنواعه (مثل اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، والرهاب الاجتماعي).
- اضطرابات الأكل.
- الأرق.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- اضطرابات تعاطي المخدرات.
- مشاكل العلاقات الزوجية.
- بعض الحالات الجسدية مثل الألم المزمن ومتلازمة القولون العصبي.
2. التركيز على الحاضر: يركز العلاج السلوكي المعرفي بشكل أساسي على المشاكل الحالية وكيفية التعامل معها، بدلاً من التركيز بشكل كبير على التجارب الماضية. هذا يجعله علاجًا عمليًا وموجهًا نحو الحلول.
3. تعليم مهارات عملية: يزود العلاج السلوكي المعرفي الأفراد بمهارات واستراتيجيات عملية يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية للتعامل مع التحديات وتحسين صحتهم العقلية والعاطفية. تشمل هذه المهارات:
- تحديد الأفكار السلبية وغير المفيدة وتحديها.
- تطوير طرق تفكير أكثر واقعية وإيجابية.
- فهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات.
- تعلم آليات التأقلم الفعالة.
- تحسين مهارات حل المشكلات.
4. علاج قصير الأمد: غالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي أقصر في مدته مقارنة بأنواع أخرى من العلاج النفسي، حيث يتراوح عادةً بين 5 إلى 20 جلسة. هذا يجعله خيارًا جذابًا للأفراد الذين يبحثون عن حلول فعالة في إطار زمني معقول.
5. تمكين الفرد: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تمكين الأفراد ليصبحوا أكثر وعيًا بأفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم، ومنحهم الأدوات اللازمة لإدارة صحتهم العقلية بشكل مستقل على المدى الطويل، حتى بعد انتهاء العلاج.
6. مرونة التكيف: يمكن تكييف مبادئ وتقنيات العلاج السلوكي المعرفي لتناسب احتياجات الأفراد المختلفة ومجموعة واسعة من المشاكل والسياقات. كما يمكن تقديمه بشكل فردي أو جماعي، وحتى عبر الإنترنت.
مبادئ العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يقوم على عدة مبادئ أساسية تشكل جوهر هذا النهج العلاجي الفعال:
1. الأفكار تؤثر على المشاعر والسلوكيات
هذا هو المبدأ الأساسي للعلاج السلوكي المعرفي. فحسب هذا المبدأ، ليست الأحداث بحد ذاتها هي التي تحدد مشاعرنا وسلوكياتنا، بل هي الطريقة التي نفسر بها هذه الأحداث وأفكارنا حولها. على سبيل المثال، إذا تلقى شخص ما رفضًا في طلب وظيفة، فإن شعوره وسلوكه اللاحق سيعتمد على أفكاره حول هذا الرفض (مثل “أنا فاشل” أو “سأحاول مرة أخرى”).
2. أنماط التفكير السلبية وغير المفيدة
يركز العلاج السلوكي المعرفي على تحديد أنماط التفكير السلبية أو المشوهة التي تساهم في المشاعر والسلوكيات غير الصحية. تتضمن هذه الأنماط الشائعة:
- التفكير الكل أو لا شيء: رؤية الأمور بالأبيض والأسود فقط، دون وجود منطقة رمادية.
- التعميم المفرط: استخلاص استنتاجات عامة بناءً على حادثة واحدة.
- التصفية الذهنية: التركيز فقط على الجوانب السلبية وتجاهل الإيجابيات.
- تضخيم السلبيات وتقليل الإيجابيات: المبالغة في أهمية الأحداث السلبية والتقليل من شأن الأحداث الإيجابية.
- القفز إلى الاستنتاجات: افتراض أشياء سلبية دون وجود دليل كافٍ.
- التفكير العاطفي: الاعتقاد بأن ما تشعر به يجب أن يكون صحيحًا بالضرورة.
- يجبات: وجود قواعد صارمة حول كيفية تصرف الذات والآخرين.
- التسميات: إطلاق أحكام سلبية ثابتة على الذات أو الآخرين.
- الشخصنة: تحميل الذات مسؤولية أحداث سلبية ليست بالضرورة مسؤولاً عنها.
3. العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات
يسعى العلاج السلوكي المعرفي إلى فهم كيف تتفاعل هذه العناصر الثلاثة مع بعضها البعض. فالتفكير السلبي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات غير مفيدة، مما يعزز الحلقة المفرغة للمشكلة.
4. تغيير الأفكار لتغيير المشاعر والسلوكيات
من خلال تحديد وتحدي وتغيير أنماط التفكير السلبية، يمكن للأفراد تغيير مشاعرهم وسلوكياتهم بشكل إيجابي. يتعلم الأفراد كيفية استبدال الأفكار غير المفيدة بأفكار أكثر واقعية وإيجابية.
5. التركيز على الحاضر
يركز العلاج السلوكي المعرفي بشكل أساسي على المشاكل الحالية وكيفية التعامل معها، بدلاً من الخوض العميق في الماضي. قد يتم استكشاف الماضي لفهم جذور بعض الأنماط، لكن التركيز ينصب على إيجاد حلول عملية للحاضر.
6. العلاج تعاوني ونشط
يتطلب العلاج السلوكي المعرفي مشاركة نشطة من كل من المعالج والمريض. يعمل المعالج كمرشد وميسر، بينما يكون المريض مسؤولاً عن تطبيق الاستراتيجيات والقيام بالواجبات المنزلية بين الجلسات.
7. علاج قصير الأمد وموجه نحو الأهداف
عادة ما يكون العلاج السلوكي المعرفي محددًا في مدته ويهدف إلى تحقيق أهداف علاجية واضحة يتم تحديدها بشكل مشترك بين المعالج والمريض.
8. تعليم مهارات التأقلم
يهدف العلاج إلى تزويد الأفراد بمهارات واستراتيجيات عملية يمكنهم استخدامها للتعامل مع المشاعر الصعبة والمواقف المجهدة في حياتهم اليومية، مما يعزز قدرتهم على إدارة صحتهم العقلية على المدى الطويل.

أنواع العلاج السلوكي المعرفي
هناك العديد من أنواع العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وكل منها يركز على جوانب محددة أو تم تطويره خصيصًا لفئات معينة من الأشخاص أو المشكلات. إليك بعض الأنواع الرئيسية:
1. العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical Behavior Therapy – DBT):
- تم تطويره في الأصل لعلاج الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، ولكنه فعال أيضًا في علاج مشاكل أخرى مثل الميل إلى الانتحار، وإيذاء الذات، وتقلبات المزاج الشديدة، ومشاكل العلاقات.
- يركز على تعليم مهارات تنظيم المشاعر، وتحمل الضيق، واليقظة الذهنية، والفعالية بين الأشخاص.
- يجمع بين تقنيات العلاج السلوكي المعرفي واستراتيجيات القبول والتغيير.
2. العلاج القائم على القبول والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy – ACT):
- يركز على قبول الأفكار والمشاعر الصعبة بدلاً من محاربتها، والالتزام باتخاذ إجراءات تتوافق مع قيم الفرد.
- يهدف إلى زيادة المرونة النفسية ومساعدة الأفراد على عيش حياة ذات معنى بغض النظر عن تجاربهم الداخلية.
- يستخدم تقنيات مثل الاستعارات والتمارين التجريبية واليقظة الذهنية.
3. العلاج السلوكي المعرفي القائم على اليقظة الذهنية (Mindfulness-Based Cognitive Therapy – MBCT):
- تم تطويره في الأصل للوقاية من الانتكاس في الاكتئاب المتكرر.
- يجمع بين تقنيات العلاج السلوكي المعرفي وممارسات اليقظة الذهنية لمساعدة الأفراد على أن يصبحوا أكثر وعيًا بأفكارهم ومشاعرهم دون إطلاق الأحكام عليها.
- يعلم مهارات للتعرف على العلامات المبكرة للاكتئاب ومنع الانتكاس.
4. العلاج بالتعرض (Exposure Therapy):
- يستخدم العلاج النفسي السلوكي بشكل أساسي لعلاج اضطرابات القلق والخوف والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة.
- يتضمن تعريض الفرد تدريجيًا للمواقف أو الأشياء التي تثير خوفه وقلقه بطريقة آمنة ومحكمة.
- يساعد على تقليل الاستجابة القلقة بمرور الوقت من خلال التعود وتغيير الارتباطات السلبية.
5. إعادة الهيكلة المعرفية (Cognitive Restructuring):
- تقنية أساسية في العديد من أنواع العلاج السلوكي المعرفي.
- تركز على تحديد وتحدي وتغيير أنماط التفكير السلبية وغير المفيدة.
- يتعلم الأفراد كيفية استبدال الأفكار المشوهة بأفكار أكثر واقعية وتكيفًا.
6. العلاج السلوكي المعرفي للأطفال والمراهقين:
- يتم تكييف مبادئ وتقنيات العلاج السلوكي المعرفي لتناسب النمو المعرفي والعاطفي للأطفال والمراهقين.
- غالبًا ما يستخدم أساليب أكثر تفاعلية وإبداعية مثل اللعب والرسم والقصص.
- يركز على تعليمهم مهارات حل المشكلات وتنظيم المشاعر والتواصل الفعال.
7. العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري (CBT for OCD):
- يركز بشكل خاص على تحدي الأفكار الوسواسية ومنع الاستجابات القهرية.
- غالبًا ما يتضمن تقنيات التعرض ومنع الاستجابة (ERP).
8. العلاج السلوكي المعرفي الموجز (Brief CBT – BCBT):
- شكل أقصر من العلاج السلوكي المعرفي، غالبًا ما يتراوح بين 5 إلى 12 جلسة.
- يركز على مشكلة محددة وهدف علاجي واضح.
- يتطلب تركيزًا عاليًا وتعاونًا نشطًا من المريض.
9. العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت (Online CBT أو e-CBT):
- يتم تقديمه عبر الإنترنت من خلال منصات مختلفة مثل تطبيقات الهاتف المحمول وبرامج الويب والرسائل النصية ومحادثات الفيديو.
- يوفر مرونة وسهولة الوصول للأفراد الذين قد يواجهون صعوبات في حضور الجلسات وجهًا لوجه.
- يمكن أن يكون فعالًا لمجموعة متنوعة من المشكلات.

إيجابيات العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات التي تجعله خيارًا علاجيًا فعالًا ومحببًا للكثيرين. إليك أبرز هذه الإيجابيات:
1. فعالية مثبتة علميًا: يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر أنواع العلاج النفسي التي حظيت بدراسات وأبحاث مكثفة. لقد ثبتت فعاليته في علاج طيف واسع من المشكلات النفسية والعاطفية، بدءًا من الاكتئاب والقلق وصولًا إلى اضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة. هذه القاعدة العلمية القوية تمنح الأفراد ثقة أكبر في جدوى هذا النوع من العلاج.
2. تركيز عملي وموجه نحو الحلول: بدلًا من الخوض العميق في الماضي، يركز العلاج السلوكي المعرفي على المشكلات الحالية وكيفية التعامل معها بشكل فعال. يتم التركيز على تطوير استراتيجيات عملية ومهارات محددة يمكن للمستفيد تطبيقها في حياته اليومية للتغلب على التحديات وتحسين نوعية حياته.
3. تعليم مهارات قيمة تدوم طويلًا: لا يقتصر العلاج السلوكي المعرفي على حل المشكلة الحالية فحسب، بل يزود الأفراد بأدوات ومهارات قيمة يمكنهم استخدامها مدى الحياة. تعلم كيفية تحديد الأفكار السلبية وتحديها، وفهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وتطوير آليات تأقلم صحية، كلها مهارات تساهم في تعزيز الصحة النفسية والمرونة على المدى الطويل.
4. عادة ما يكون قصير الأمد: مقارنة بأنواع أخرى من العلاج النفسي، غالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي أقصر في مدته، حيث يتراوح عادة بين عدة أسابيع إلى بضعة أشهر. هذا يجعله خيارًا جذابًا للأفراد الذين يبحثون عن حلول فعالة في إطار زمني معقول ومحدد.
5. تمكين الفرد وتعزيز الاستقلالية: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تمكين الأفراد ليصبحوا “معالجين لأنفسهم”. من خلال فهمهم لعملية التغيير وتزويدهم بالأدوات اللازمة، يصبحون قادرين بشكل متزايد على إدارة صحتهم النفسية بأنفسهم حتى بعد انتهاء الجلسات العلاجية.
6. مرونة وقابلية للتكيف: يمكن تكييف مبادئ وتقنيات العلاج السلوكي المعرفي لتناسب احتياجات الأفراد المختلفة ومجموعة واسعة من المشكلات والسياقات الثقافية. كما يمكن تقديمه بشكل فردي أو جماعي، وحتى عبر الإنترنت، مما يزيد من إمكانية الوصول إليه.
7. يركز على التعاون بين المعالج والمستفيد: العلاقة العلاجية في العلاج السلوكي المعرفي تقوم على الشراكة والتعاون. يعمل المعالج والمستفيد معًا كفريق واحد لتحديد المشكلات ووضع الأهداف وتطبيق الاستراتيجيات. هذا التعاون النشط يعزز الشعور بالمسؤولية المشتركة ويزيد من احتمالية تحقيق نتائج إيجابية.
8. يمكن دمجه مع علاجات أخرى: يمكن دمج العلاج السلوكي المعرفي مع أنواع أخرى من العلاج أو مع الأدوية النفسية إذا لزم الأمر، مما يوفر نهجًا علاجيًا شاملًا ومتكاملًا.
سلبيات العلاج السلوكي المعرفي
على الرغم من الفوائد العديدة للعلاج السلوكي المعرفي، إلا أن هناك بعض الجوانب التي قد تعتبر سلبية أو تشكل تحديات لبعض الأفراد:
1. يتطلب التزامًا ومشاركة نشطة: العلاج السلوكي المعرفي ليس مجرد الاستماع إلى المعالج. يتطلب من المستفيد الالتزام بحضور الجلسات بانتظام، والمشاركة بفعالية في المناقشات، وإكمال الواجبات المنزلية (مثل تتبع الأفكار وتطبيق الاستراتيجيات). إذا لم يكن الشخص مستعدًا أو قادرًا على تخصيص الوقت والجهد اللازمين، فقد لا يحقق النتائج المرجوة.
2. قد يركز بشكل سطحي على الأعراض: يركز العلاج السلوكي المعرفي بشكل أساسي على تغيير الأفكار والسلوكيات الحالية. في بعض الحالات، قد لا يتعمق بشكل كافٍ في استكشاف الجذور العميقة للمشاكل النفسية أو التجارب الماضية المؤلمة التي قد تكون تساهم في الصعوبات الحالية. هذا قد يجعل بعض الأفراد يشعرون بأن العلاج يركز على “إصلاح” الأعراض الظاهرية دون معالجة الأسباب الجذرية.
3. قد لا يكون مناسبًا للجميع: على الرغم من فعاليته في العديد من الحالات، إلا أن العلاج السلوكي المعرفي قد لا يكون الخيار الأفضل لكل فرد أو لكل نوع من المشكلات. بعض الأفراد قد يستفيدون بشكل أكبر من أنواع أخرى من العلاج النفسي التي تركز بشكل أكبر على المشاعر أو العلاقات أو التجارب الماضية.
4. قد يبدو بسيطًا أو ميكانيكيًا للبعض: يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على تقنيات منظمة وواضحة. قد يرى بعض الأفراد هذا النهج على أنه بسيطًا جدًا أو ميكانيكيًا، ويفتقد إلى العمق العاطفي أو الاستكشاف الذاتي الذي قد يبحثون عنه في العلاج.
5. قد يكون تحديًا في البداية: قد يكون تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية أمرًا صعبًا ومحبطًا في البداية. قد يواجه الأفراد مقاومة أو صعوبة في التعرف على أفكارهم المشوهة أو في تطبيق الاستراتيجيات الجديدة. يتطلب الأمر صبرًا ومثابرة وجهدًا واعيًا لتحقيق التغيير.
6. يعتمد على قدرة الفرد على الاستبصار والتفكير المنطقي: يتطلب العلاج السلوكي المعرفي قدرة معينة على الاستبصار وفهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، بالإضافة إلى القدرة على التفكير المنطقي وتحدي الأفكار غير المنطقية. قد يواجه الأفراد الذين يعانون من صعوبات في هذه المجالات تحديات أكبر في الاستفادة من العلاج.
7. قد لا يعالج المشاكل الهيكلية أو الظروف الخارجية: يركز العلاج السلوكي المعرفي بشكل أساسي على تغيير طريقة تفكير وسلوك الفرد. قد لا يكون فعالًا بشكل مباشر في معالجة المشاكل الهيكلية أو الظروف الخارجية الصعبة التي تساهم في معاناة الفرد (مثل الفقر، والتمييز، والعنف المنزلي). في هذه الحالات، قد يكون من الضروري معالجة هذه العوامل الخارجية جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي.
8. خطر إلقاء اللوم على الضحية: إذا لم يتم تطبيقه بحساسية، قد يؤدي التركيز على تغيير أفكار وسلوك الفرد إلى إلقاء اللوم عليه بشكل غير مباشر في بعض الحالات، خاصة إذا كانت المشكلة ناتجة عن عوامل خارجية قاهرة. يجب على المعالج أن يكون حذرًا لتجنب هذا وتأكيد أهمية السياق.
تجارب أشخاص مع العلاج السلوكي المعرفي
تجربة فاطمة
فاطمة امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا، تعاني من قلق اجتماعي شديد يعيق حياتها المهنية والشخصية، تجد صعوبة بالغة في التحدث أمام الآخرين، وتتجنب المناسبات الاجتماعية خوفًا من الإحراج أو الحكم السلبي، بدأت فاطمة جلسات العلاج السلوكي المعرفي مع معالج متخصص، في البداية عملت فاطمة مع معالجتها على تحديد الأفكار السلبية التلقائية التي تنتابها في المواقف الاجتماعية، بمرور الوقت، بدأت فاطمة تشعر بقدر أقل من القلق في المواقف الاجتماعية، أصبحت أكثر استعدادًا للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ولاحظت انخفاضًا في الأفكار السلبية التي كانت تعيقها.
تجربة محمود
محمودرجل يبلغ من العمر 45 عامًا، عانى من نوبات متكررة من الاكتئاب، كان يشعر بفقدان الطاقة، واليأس، وعدم الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، ركز علاج حمدو السلوكي المعرفي على تحديد الأنماط السلوكية التي كانت تساهم في اكتئابه، مثل الانسحاب الاجتماعي وقلة النشاط، عمل مع معالجه على وضع جدول زمني للأنشطة اليومية، بدءًا بأنشطة صغيرة وممكنة التحقيق، لزيادة شعوره بالإنجاز والمتعة، تدريجيًا بدأ حمدو يشعر بتحسن في مزاجه ومستوى طاقته، أصبح أكثر نشاطًا وتفاعلًا مع الآخرين، تعلم كيفية التعرف على العلامات المبكرة لانتكاس الاكتئاب وتطبيق استراتيجيات للتعامل معها.
تجربة نهال
نهال فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، كانت تعاني من وسواس قهري يتعلق بالنظافة، كانت تقضي ساعات في غسل يديها خوفًا من الجراثيم، مما أثر سلبًا على دراستها وحياتها الاجتماعية، تضمن علاج نهال السلوكي المعرفي تقنية التعرض ومنع الاستجابة (ERP). بدأت ليلى تدريجيًا في التعرض للمثيرات التي تثير وسواسها (مثل لمس مقبض الباب في مكان عام) مع منع نفسها من القيام بالفعل القهري (غسل يديها)، كان العلاج في البداية صعبًا ومثيرًا للقلق بالنسبة لنهال، لكن مع مرور الوقت والممارسة، بدأت تشعر بقدر أقل من الحاجة إلى القيام بالأفعال القهرية، انخفضت حدة أفكارها الوسواسية، وأصبحت قادرة على قضاء وقت أقل في طقوس الغسيل، مما سمح لها باستعادة جزء كبير من حياتها.
الأسئلة الشائعة
ما هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؟
نوع من العلاج النفسي يركز على تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية.
ما هي الفكرة الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي؟
أفكارنا تؤثر على مشاعرنا وسلوكياتنا.
ما هي بعض الحالات التي يعالجها العلاج السلوكي المعرفي؟
الاكتئاب، القلق، اضطرابات الأكل، الأرق، الوسواس القهري.
هل العلاج السلوكي المعرفي طويل الأمد؟
عادة ما يكون أقصر في مدته مقارنة بأنواع أخرى من العلاج.
ما هو دور المستفيد في العلاج السلوكي المعرفي؟
مشاركة نشطة وتطبيق الاستراتيجيات والقيام بالواجبات المنزلية.
ما هي إعادة الهيكلة المعرفية؟
تحديد وتحدي وتغيير أنماط التفكير السلبية.
خاتمة
وبهذا الكم من المعلومات حول العلاج السلوكي المعرفي (CBT)نصل إلى الختام، حيث تطرقنا في سطور هذا المقال إلى كافة المعلومات المتوفرة عن العلاج السلوكي المعرفي، حتى يتسنى للقارئ الاطلاع والإحاطة بكافة جوانب الموضوع، لا تتردد عزيزي القارئ في مشاركتنا تجربتك عبر ترك تعليق أدناه.
