You are currently viewing الجلسات الجماعية الأقل تكلفة مقارنة بالفردية
الجلسات الجماعية

الجلسات الجماعية، خيار علاجي يزداد الإقبال عليه، خاصة في ظل سعي كثيرين للحصول على دعم نفسي دون تكاليف باهظة. في حين تُعرف الجلسات الفردية بعمق تركيزها على الحالة الشخصية، ولكن تبرز الجلسات الجماعية كبديل فعّال وأكثر اقتصادية، يتيح للأفراد استكشاف تحدياتهم النفسية ضمن بيئة داعمة ومُشاركة. هذه الميزة الاقتصادية، إلى جانب الفوائد العلاجية الفريدة التي تنشأ من التفاعلات الجماعية، تجعل منها نقطة محورية تستحق الاستكشاف في مشهد العلاج النفسي.

ما هي جلسات العلاج النفسي الجماعي؟

جلسات العلاج الجماعي هي شكل من أشكال العلاج النفسي حيث يجتمع مجموعة صغيرة من الأفراد (عادةً ما بين 4 إلى 15 شخصًا) يعانون من تحديات نفسية متشابهة أو مشتركة، تحت إشراف معالج نفسي مؤهل أو أكثر. تُعقد هذه الجلسات بشكل منتظم (غالباً مرة أو مرتين في الأسبوع) وتستمر لمدد تتراوح بين ساعة ونصف إلى ساعتين.

فوائد الجلسات الجماعية:

  • الشعور بالوحدة: يدرك الأفراد أنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم، مما يقلل من وصمة العار.
  • وجهات نظر متعددة: الاستماع إلى تجارب الآخرين يقدم رؤى ووجهات نظر جديدة.
  • بيئة آمنة للممارسة: يمكن للمشاركين ممارسة مهارات اجتماعية جديدة وتجربة سلوكيات مختلفة في بيئة داعمة.
  • فعالية التكلفة: غالبًا ما تكون تكلفة الجلسات في العيادات الخاصة للجلسات الجماعية أقل من الجلسات الفردية، مما يجعل العلاج في المتناول لعدد أكبر من الأشخاص.

مدة الجلسات الجماعية وعدد المشاركين:

عادة ما تتراوح مدة الجلسات الجماعية من ساعة إلى ساعتين، وقد تُعقد مرة أو مرتين في الأسبوع. يتراوح عدد المشاركين عادةً بين 4 إلى 15 فردًا.

الجلسات الجماعية

ما هي قواعد جلسات العلاج الجماعي؟

تستند جلسات المعالجة النفسية الجماعية إلى مجموعة من القواعد والمبادئ الأساسية لضمان بيئة آمنة ومنتجة وفعالة لجميع المشاركين. هذه القواعد يتم وضعها ومناقشتها عادة في الجلسات الأولى بقيادة المعالج، وتشمل ما يلي:

السرية التامة (Confidentiality):

  • القاعدة الأساسية: ما يقال في المجموعة يبقى في المجموعة. يجب على جميع الأعضاء الاتفاق على عدم مناقشة أي معلومات أو تجارب أو أسماء أشخاص خارج نطاق الجلسة.
  • الهدف: بناء الثقة والأمان بين الأعضاء، مما يشجعهم على الانفتاح ومشاركة تجاربهم الشخصية دون خوف من الحكم أو الكشف.

الاحترام وعدم إصدار الأحكام (Respect and Non-judgment):

  • القاعدة: يجب على الأعضاء احترام آراء ومشاعر وتجارب بعضهم البعض، حتى لو اختلفت معهم.
  • الهدف: خلق جو من التقبل والتعاطف، حيث يشعر كل فرد بأنه مسموع ومقدر. يجب تجنب المقاطعة أو تقديم النصائح غير المطلوبة ما لم يُطلب ذلك صراحة.

المشاركة النشطة (Active Participation):

  • القاعدة: يُشجع الأعضاء على المشاركة والتعبير عن أنفسهم، ولكن لا يُجبر أحد على الكلام.
  • الهدف: تحقيق أقصى استفادة من العلاج النفسي الجماعي يعتمد على مساهمة الأعضاء. حتى الاستماع النشط مهم.

الصدق والصراحة (Honesty and Openness):

  • القاعدة: يُشجع الأعضاء على أن يكونوا صادقين بشأن مشاعرهم وتجاربهم، مع مراعاة حدود الراحة الشخصية.
  • الهدف: الشفافية تساعد في بناء الثقة وتمكين الآخرين من فهم وتقديم الدعم المناسب.

الحضور والالتزام (Attendance and Punctuality):

  • القاعدة: يُتوقع من الأعضاء الحضور بانتظام وفي الوقت المحدد للجلسات.
  • الهدف: يساعد الحضور المنتظم على بناء التماسك الجماعي واستمرارية العملية العلاجية. الجلسات تبني على بعضها البعض.

تجنب العلاقات الحصرية خارج المجموعة (Avoiding Exclusive Relationships Outside the Group):

  • القاعدة: يُنصح الأعضاء بتجنب إقامة علاقات اجتماعية أو رومانسية حصرية مع أعضاء آخرين في المجموعة خلال فترة العلاج.
  • الهدف: منع تكوين “شِلَل” أو ديناميكيات تؤثر سلبًا على تماسك المجموعة أو تثير مشاعر الغيرة أو الإقصاء. الهدف هو الحفاظ على المساواة والتركيز العلاجي داخل الجلسة.

عدم التعاطي (Sobriety):

  • القاعدة: يجب على الأعضاء الحضور إلى الجلسات وهم في حالة وعي كامل وغير متأثرين بالمخدرات أو الكحول.
  • الهدف: ضمان قدرة الأعضاء على المشاركة بفعالية والاستفادة الكاملة من الجلسة.

تجنب العنف أو السلوك التهديدي (No Violence or Threatening Behavior):

  • القاعدة: أي سلوك عدواني، تهديد، أو إهانة غير مقبول على الإطلاق.
  • الهدف: الحفاظ على بيئة آمنة جسديًا وعاطفيًا للجميع.

التواصل الشفهي (Verbal Communication):

  • القاعدة: يُشجع على التعبير عن المشاعر والأفكار بالكلمات بدلاً من الأفعال.
  • الهدف: تعزيز مهارات التواصل اللفظي وحل النزاعات بطرق صحية.

أماكن جلسات العلاج النفسي الجماعي

يمكن أن تُعقد الجلسات الجماعية في مجموعة متنوعة من الأماكن، اعتمادًا على نوع العلاج، ومقدمي الخدمات، واحتياجات المشاركين. إليك بعض الأماكن الشائعة:

  • العيادات النفسية الخاصة: العديد من العيادات الخاصة تقدم الجلسات الجماعية بالإضافة إلى العلاج الفردي. غالبًا ما توفر هذه العيادات بيئة مريحة وسرية.
  • المستشفيات: قد تقدم المستشفيات، وخاصة أقسام الصحة النفسية، الجلسات الجماعية للمرضى الداخليين والخارجيين.
  • مراكز الصحة النفسية المجتمعية: هذه المراكز تقدم خدمات الصحة النفسية بأسعار معقولة، وغالبًا ما تشمل الجلسات الجماعية.
  • مراكز إعادة التأهيل: قد تستخدم مراكز علاج الإدمان وإعادة التأهيل الجلسات الجماعية كجزء أساسي من برنامج العلاج.
  • المنظمات غير الربحية: تقدم العديد من المنظمات غير الربحية خدمات الصحة النفسية، بما في ذلك الجلسات الجماعية، وغالبًا ما تكون هذه الخدمات بأسعار منخفضة أو مجانية.
  • مراكز الاستشارة الجامعية: توفر الجامعات والكليات الجلسات الجماعية للطلاب.
  • مجموعات الدعم: قد تُعقد مجموعات الدعم التي يديرها متطوعون أو قادة غير متخصصين في أماكن مثل الكنائس، والمساجد، والمراكز المجتمعية. على الرغم من أنها ليست دائمًا “علاجًا نفسيًا” بالمعنى الدقيق للكلمة، إلا أنها غالبًا ما تتضمن عناصر علاجية جماعية.
  • عبر الإنترنت: أصبحت الجلسات الجماعية عبر الإنترنت شائعة بشكل متزايد، مما يوفر مرونة أكبر وإمكانية الوصول إلى العلاج من أي مكان.

الجلسات الجماعية الأقل تكلفة مقارنة بالفردية

تتميز الجلسات الجماعية بكونها خيارًا علاجيًا أكثر اقتصادًا بشكل ملحوظ مقارنة بالجلسات الفردية، وهذا ما يبينه الجدول التالي:

الميزة / الجانبالجلسات الفرديةالجلسات الجماعية
التكلفة (لكل فرد)تكلفة الجلسات في العيادات الخاصة أعلى بكثير لكل جلسة.تكلفة الجلسات في العيادات الخاصة أقل بكثير لكل جلسة (بسبب تقاسم الرسوم).
التركيز العلاجيتركيز عميق وشخصي للغاية على مشاكل الفرد وأهدافه.تركيز على الديناميكيات المشتركة والمشاكل المشتركة بين الأعضاء، مع مساحة للمشاركة الفردية.
الخصوصية والسريةسرية تامة بين الفرد والمعالج (إلا في حالات استثنائية).سرية مطلوبة من جميع أعضاء المجموعة، ولكنها قد تكون أقل إحكامًا نظريًا من الفردية.
طبيعة العلاقةعلاقة فردية مكثفة ومباشرة مع المعالج.علاقات متعددة بين الأعضاء والمعالج، مع بناء روابط بين الأعضاء أنفسهم.
الدعميأتي الدعم بشكل أساسي من المعالج.يأتي الدعم من المعالج ومن أعضاء المجموعة الآخرين (الدعم النظير).
التعلم والرؤىرؤى تأتي من التفاعل مع المعالج ومن التأمل الذاتي.رؤى تأتي من المعالج، ومن تجارب الأعضاء الآخرين، وملاحظة ديناميكيات المجموعة.
الضغط للمشاركةحرية أكبر في اختيار مدى الانفتاح والتحدث.قد يكون هناك شعور بالضغط للمشاركة في بعض الأحيان، ولكن لا يوجد إجبار.
المرونة في الجدولةغالبًا ما تكون المواعيد أكثر مرونة وتخصيصًا للفرد.المواعيد محددة للمجموعة وقد تتطلب التزامًا أكبر بالجدول الزمني.
إمكانية الوصولقد تكون أقل إتاحة بسبب ارتفاع التكلفة وأحيانًا قوائم الانتظار الطويلة.أكثر إتاحة بسبب التكلفة المنخفضة وغالبًا قوائم انتظار أقصر.
الاستخدام الشائع لـمشاكل معقدة، صدمات عميقة، تفضيل الخصوصية المطلقة.مشاكل مشتركة (مثل القلق الاجتماعي، الإدمان، الحزن، مشاكل العلاقات)، أو عند البحث عن الدعم والتعلم من الآخرين.

تقنيات العلاج الجماعي

تُستخدم العديد من التقنيات والأدوات في الجلسات الجماعية لمساعدة الأعضاء على التفاعل، والنمو، وتحقيق الأهداف العلاجية. يعتمد اختيار التقنية على نوع العلاج الجماعي (مثل العلاج المعرفي السلوكي الجماعي، العلاج التفاعلي، العلاج النفسي الديناميكي)، وعلى أهداف المجموعة المحددة، وخبرة المعالج.

التقنيات الشائعة في الجلسات الجماعية

  • المناقشة الموجهة: يقوم الطبيب النفساني بتوجيه الحوار حول موضوعات معينة، مشجعًا الأعضاء على مشاركة أفكارهم وتجاربهم. الهدف هو تبادل الخبرات والحصول على وجهات نظر مختلفة.
  • التغذية الراجعة: يطلب المعالج من الأعضاء تقديم ملاحظات بناءة لبعضهم البعض حول سلوكياتهم وتأثيرهم. هذا يساعد على زيادة الوعي الذاتي وفهم كيفية تأثير الفرد على الآخرين.
  • لعب الأدوار: يمثل الأعضاء سيناريوهات حياتية صعبة ضمن المجموعة. تهدف هذه التقنية إلى ممارسة مهارات جديدة (مثل التواصل وحل النزاعات) وبناء الثقة.
  • التمارين التجريبية: تتضمن أنشطة عملية وتفاعلية تثير المشاعر وتكشف الديناميكيات الخفية. تساعد هذه التمارين على تعميق الفهم الذاتي وتجاوز مجرد الحديث.
  • التثقيف النفسي: يقدم المعالج معلومات حول موضوعات الصحة النفسية لمساعدة الأعضاء على فهم حالاتهم وتعلم استراتيجيات التكيف.
  • تحديد الأهداف والخطط: يساعد المعالج الأعضاء على تحديد أهداف علاجية واضحة وتطوير خطط عمل لتحقيقها داخل وخارج الجلسات.
  • النمذجة: يقدم المعالج أو الأعضاء الآخرون سلوكيات صحية كنموذج يقلده الآخرون، مما يعلم مهارات جديدة بشكل غير مباشر.
  • تحدي الأفكار غير العقلانية: يساعد المعالج والأعضاء بعضهم البعض في تحديد وتحدي الأفكار السلبية أو غير الواقعية التي تساهم في المشكلات العاطفية.
  • المراقبة الذاتية والواجبات المنزلية: يُطلب من الأعضاء تدوين الملاحظات حول أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم بين الجلسات، أو ممارسة مهارات معينة لتطبيق ما يتعلمونه في حياتهم اليومية.

ما هي مدة الجلسات الجماعية؟

تتراوح مدة الجلسات الجماعية النفسية عادةً بين ساعة ونصف إلى ساعتين (90 إلى 120 دقيقة). هذه هي المدة الشائعة للجلسة الواحدة، وتُعقد عادةً مرة أو مرتين في الأسبوع. ومع ذلك، فإن المدة الإجمالية للدورة العلاجية الكاملة للجلسات الجماعية يمكن أن تختلف بشكل كبير، فقد تمتد من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، أو حتى أكثر من 6 أشهر في بعض الحالات، اعتمادًا على أهداف المجموعة ونوع العلاج المقدم.

العوامل المؤثرة في مدة الجلسات الجماعية

تعتمد مدة الجلسات بشكل كبير على:

  • نوع العلاج الجماعي: تختلف أهداف ومنهجيات كل نوع من أنواع العلاج الجماعي، مثل العلاج النفسي السلوكي الجماعي، أو العلاج القائم على التعاطف، أو العلاج بين الشخصي الجماعي.
  • أهداف المجموعة: بعض المجموعات تركز على قضايا محددة وتكون ذات مدة محددة، بينما مجموعات أخرى قد تكون مفتوحة وتستمر طالما أن الأعضاء يستفيدون منها.
  • ديناميكية المجموعة: يؤثر عدد أعضاء المجموعة وتفاعلهم على الوقت اللازم لكل جلسة.

أماكن جلسات العلاج النفسي الجماعي

تُعقد الجلسات الجماعية النفسية في مجموعة متنوعة من الأماكن، لتناسب احتياجات وظروف مختلفة. من أبرز هذه الأماكن:

  • العيادات النفسية المتخصصة: هي المكان الأكثر شيوعًا لتقديم العلاج النفسي الجماعي، حيث تتوفر بيئة آمنة ومهنية بإشراف معالجين نفسيين مؤهلين.
  • المستشفيات النفسية ومراكز الصحة العقلية: تقدم هذه المؤسسات برامج علاج جماعي كجزء من خطط علاج شاملة، خاصة للمرضى الذين قد يحتاجون إلى رعاية مكثفة أو دعم إضافي.
  • المراكز المجتمعية ومراكز الدعم: توفر بعض المنظمات غير الربحية أو المراكز المجتمعية مجموعات دعم أو جلسات علاج جماعي بأسعار مخفضة أو مجانية، خاصة لمن يعانون من حالات صحية معينة أو يواجهون تحديات حياتية مشتركة.
  • العيادات الخاصة للمعالجين النفسيين: بعض المعالجين النفسيين في عياداتهم الخاصة يقدمون أيضًا الجلسات الجماعية بالإضافة إلى العلاج الفردي.
  • الجامعات والمدارس: قد تُقدم الجلسات الجماعية في البيئات التعليمية كجزء من خدمات الإرشاد النفسي للطلاب أو كبرامج دعم محددة.
  • المراكز المتخصصة في علاج الإدمان والتأهيل: تعتبر الجلسات الجماعية مكونًا أساسيًا في برامج علاج الإدمان، حيث تقدم الدعم والمساءلة للأفراد في رحلة التعافي.
  • عبر الإنترنت (الجلسات الافتراضية): مع التطور التكنولوجي، أصبحت الجلسات الجماعية عبر الإنترنت شائعة بشكل متزايد، مما يتيح للأشخاص من مواقع جغرافية مختلفة الانضمام والحصول على الدعم عن بُعد.
  • أماكن غير تقليدية: في بعض الأحيان، يمكن أن تُعقد الجلسات الجماعية في أماكن غير تقليدية مثل المزارع (للعلاج المساعد بالحيوانات، مثل الخيل)، أو مراكز الفن (للعلاج بالفن الجماعي)، أو حتى في الطبيعة كجزء من العلاج المغامراتي.

إيجابيات الجلسات الجماعية

تعتبر الجلسات الجماعية النفسية أداة علاجية قوية تقدم العديد من الإيجابيات الفريدة التي قد لا تتوفر في العلاج النفسي الفردي. من أبرز هذه الإيجابيات:

  • الشعور بالانتماء والتخلص من العزلة: يكتشف الأفراد أنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم أو تحدياتهم. رؤية الآخرين يمرون بتجارب مماثلة تخلق شعورًا بالانتماء، وتقلل من مشاعر الوحدة والخزي التي قد تصاحب المشاكل النفسية.
  • تبادل الخبرات والاستراتيجيات: توفر الجلسات الجماعية فرصة فريدة للأعضاء لتبادل الخبرات الشخصية واستراتيجيات التأقلم التي نجحت معهم. يمكن للآخرين أن يتعلموا دروسًا قيمة من تجارب بعضهم البعض.
  • الحصول على الدعم المتبادل: يشكل أعضاء المجموعة شبكة دعم قوية، حيث يقدمون التشجيع والتعاطف والنصح البناء لبعضهم البعض، مما يعزز من قدرتهم على التغلب على الصعوبات.
  • تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل: توفر بيئة المجموعة مساحة آمنة لممارسة وتحسين مهارات التواصل، والاستماع الفعال، والتعبير عن الذات بوضوح، وحل النزاعات بطريقة صحية.
  • الحصول على وجهات نظر متعددة: يساهم كل عضو بوجهة نظره الفريدة، مما يساعد الأفراد على رؤية مشاكلهم من زوايا مختلفة وأكثر شمولية، ويقدم لهم حلولاً لم يفكروا بها من قبل.
  • توفير بيئة اختبار آمنة: يمكن للمشاركين في الجلسات الجماعية تجربة سلوكيات وتفاعلات جديدة في بيئة داعمة ومراعية قبل تطبيقها في حياتهم اليومية.
  • التعلم من ملاحظة الآخرين (التعلم بالملاحظة): يمكن للأعضاء أن يتعلموا الكثير من خلال مراقبة كيفية تفاعل الآخرين مع تحدياتهم، وكيفية استجابتهم لنصائح المعالج، وتطبيق هذه الملاحظات على حياتهم الخاصة.
  • زيادة الوعي الذاتي: من خلال التغذية الراجعة من أعضاء المجموعة والمعالج، يمكن للأفراد اكتساب فهم أعمق لأنماط سلوكهم، وطرق تفكيرهم، وتأثيرهم على الآخرين.
  • فعالية التكلفة: غالبًا ما تكون الجلسات الجماعية أقل تكلفة من العلاج الفردي، مما يجعل العلاج النفسي أكثر سهولة ومتاحًا لعدد أكبر من الناس.
  • تعزيز الأمل والإلهام: رؤية الأعضاء الآخرين يتقدمون ويتعافون يمكن أن يمنح الأمل والإلهام لمن هم في بداية رحلتهم العلاجية.

سلبيات الجلسات الجماعية

بالرغم من الإيجابيات الكبيرة للجلسات الجماعية النفسية، إلا أن هناك بعض السلبيات المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار:

  • صعوبة في الانفتاح لبعض الأفراد: قد يجد بعض الأشخاص صعوبة بالغة في التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم الشخصية أمام مجموعة من الغرباء، مما يعيق استفادتهم الكاملة من الجلسة.
  • الخوف من وصمة العار أو الحكم: بالرغم من السرية، قد يخشى البعض من أن يتم الحكم عليهم أو أن يتم الكشف عن تفاصيل خاصة بهم خارج المجموعة، مما قد يحد من مشاركتهم الصادقة.
  • ديناميكيات المجموعة السلبية: قد تنشأ أحيانًا ديناميكيات غير صحية داخل المجموعة، مثل سيطرة بعض الأعضاء على الحديث، أو وجود صراعات، أو عدم ترحيب بعض الأعضاء بآخرين، مما يؤثر على الأجواء العامة.
  • عدم كفاية التركيز الفردي: لا يحصل كل فرد في الجلسات الجماعية على نفس القدر من الوقت والاهتمام الذي يحصل عليه في العلاج الفردي، مما قد لا يكون كافيًا للتعامل مع قضايا شخصية عميقة تتطلب اهتمامًا مكثفًا.
  • التأثر بسلبية الآخرين: قد يتأثر بعض الأفراد بشكل سلبي بمشاركة أعضاء آخرين يمرون بتجارب قاسية أو يعبرون عن مشاعر سلبية شديدة، مما قد يزيد من الضغط النفسي لديهم.
  • الغياب عن الجلسات: إذا غاب عدد من الأعضاء بانتظام، يمكن أن يؤثر ذلك على تماسك المجموعة وديناميكيتها، ويقلل من فعالية العلاج للجميع.
  • السرية ليست مضمونة 100%: بالرغم من التأكيد على السرية، إلا أن المعالج لا يستطيع التحكم بشكل كامل في ما إذا كان أعضاء المجموعة سيكشفون عن معلومات خارج الجلسة. هذا يمكن أن يكون مصدر قلق لبعض المشاركين.
  • صعوبة التعامل مع حالات معينة: قد لا تكون الجلسات الجماعية مناسبة لجميع الحالات النفسية، خاصة تلك التي تتطلب تدخلًا فرديًا مكثفًا، مثل الأزمات النفسية الحادة أو بعض الاضطرابات الشديدة.

تجارب أشخاص مع الجلسات الجماعية

تجربة ندى

كانت ندى (30 عامًا) تشعر بالغرق في صمتها الخاص، حبيسة لأفكارها السلبية التي لا تنتهي. انضمت إلى الجلسات الجماعية المتعلقة بالاكتئاب. في البداية، كانت تجلس وتستمع فقط، خائفة من النطق بكلمة. لكن عندما سمعت “نور” تتحدث عن شعورها بالخدر، شعرت ندى وكأن شخصًا يقرأ أفكارها. دفعتها هذه اللحظة للانفتاح. ببطء، بدأت ندى تشارك أفكارها ومخاوفها، لتكتشف أن الكلمات التي كانت تخنقها داخلها تجد صدى لدى الآخرين. لم تكن وحيدة. الجلسات الجماعية منحتها صوتًا، وأظهرت لها أن النور موجود حتى في أظلم الأوقات.

تجربة خالد

واجه خالد (42 عامًا) صعوبة في التعامل مع غضبه بعد طلاقه. كان يشعر بالعجز والضيق. نصحه صديق بالانضمام إلى الجلسات الجماعية للتحكم في الغضب. في إحدى الجلسات، شارك “طارق” كيف تعلم تحديد العلامات المبكرة لغضبه وكيف يبتعد عن الموقف قبل أن يتفاقم. هذه الفكرة كانت نقطة تحول لخالد. بدأ يراقب نفسه عن كثب. عندما شعر بالغضب يتصاعد، تذكر نصيحة طارق، وأخذ نفسًا عميقًا، وابتعد عن الموقف. كانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بالتحكم. الجلسات الجماعية لم تمنح خالد العصا السحرية ليزيل غضبه، بل زودته بالأدوات وشهادات حية من أشخاص آخرين أظهروا له أن التحكم ممكن.

تجربة مريم

عانت مريم (25 عامًا) من اضطراب الأكل لسنوات، وشعرت بالخجل الشديد من حالتها. كانت فكرة الانضمام إلى الجلسات الجماعية مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة مرعبة في البداية. لكن في الجلسة الأولى، عندما سمعت “منى” تتحدث عن صراعها مع صورة الجسد وكيف بدأت تتصالح مع نفسها ببطء، شعرت مريم بارتياح كبير. لأول مرة، شعرت أنها مفهومة دون الحاجة إلى شرح مطول. تبادلت المجموعة نصائح حول التعامل مع الرغبة الشديدة في الأكل، وطرق بناء عادات صحية. كانت كل جلسة بمثابة خطوة صغيرة نحو الشفاء. الجلسات الجماعية لم تكن علاجًا سحريًا، لكنها كانت جسرًا من العزلة والخجل إلى الدعم والتفهم، مما ساعد مريم على السير في طريق التعافي.

الأسئلة الشائعة

ما هي الجلسات الجماعية؟

هي جلسات علاج نفسي أو دعم يجتمع فيها مجموعة من الأشخاص (عادةً من 4 إلى 15) يمرون بتحديات نفسية متشابهة، بإشراف معالج نفسي مؤهل.

هل الجلسات الجماعية مناسبة للجميع؟

ليست مناسبة لجميع الحالات، خاصةً الأزمات الحادة. يُفضل استشارة معالج لتحديد ما إذا كانت الخيار الأنسب لك.

ما هي أبرز إيجابيات الجلسات الجماعية؟

توفر الدعم المتبادل، تقلل الشعور بالعزلة، تتيح تبادل الخبرات، وتحسن المهارات الاجتماعية.

كم تستغرق الجلسة الواحدة؟

تتراوح مدة الجلسة الواحدة عادةً بين ساعة ونصف إلى ساعتين.

خاتمة

وبهذا الكم من المعلومات نصل إلى ختام مقالنا الذي حمل عنوان الجلسات الجماعية الأقل تكلفة مقارنة بالفردية حيث عالجنا في سطوره كافة المعلومات عن الجلسات الجماعية، في حال وجود أي استفسار أو تساؤل لا تتردد عزيزي القارئ في طرحه عبر ترك تعليق أدناه.

اترك تعليقاً