You are currently viewing العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
العلاج السلوكي الجدلي

العلاج السلوكي الجدلي (DBT) هو نوع من العلاج النفسي الذي تم تطويره في الأصل لعلاج الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية (BPD). ومع ذلك، فقد ثبت فعاليته في علاج مجموعة واسعة من حالات الصحة العقلية الأخرى التي تتميز بصعوبات في تنظيم العواطف والسلوكيات.

مفهوم العلاج السلوكي الجدلي

العلاج السلوكي الجدلي (DBT) هو علاج نفسي يرتكز على مبادئ العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ولكنه يضيف إليها مفاهيم واستراتيجيات تركز بشكل خاص على تنظيم العواطف وتحمل الضيق والعلاقات بين الأشخاص. تم تطويره في الأساس من قبل مارشا لينهان لعلاج الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، ولكنه أثبت فعاليته لاحقًا في علاج مشاكل أخرى تتميز بصعوبة تنظيم المشاعر والسلوكيات، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، وتعاطي المخدرات، يرتكز العلاج السلوكي الجدلي على فكرة أساسية وهي تحقيق التوازن بين القبول والتغيير:

  • القبول: يعني تقبل الذات والواقع الحالي كما هو، بما في ذلك المشاعر والأفكار والسلوكيات، دون إصدار أحكام. هذا لا يعني الاستسلام أو الموافقة على كل شيء، بل هو خطوة أولى نحو التغيير.
  • التغيير: يعني العمل بنشاط لتغيير السلوكيات وأنماط التفكير غير الصحية التي تسبب المشاكل والضيق.

أهمية العلاج السلوكي الجدلي

تكمن أهمية العلاج السلوكي الجدلي (DBT) في قدرته على معالجة التحديات المعقدة التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تنظيم عواطفهم وسلوكياتهم وعلاقاتهم، تتجلى هذه الأهمية في عدة جوانب رئيسية:

1. فعاليته في علاج اضطراب الشخصية الحدية (BPD):

  • العلاج الذهبي: يعتبر العلاج السلوكي الجدلي هو العلاج النفسي الأكثر فعالية والأكثر بحثًا لعلاج اضطراب الشخصية الحدية. لقد ثبتت قدرته على تقليل السلوكيات الانتحارية وإيذاء الذات، وتحسين تنظيم العواطف، وتعزيز العلاقات بين الأشخاص، وتقليل الغضب والاندفاع.
  • معالجة الأعراض الأساسية: يستهدف العلاج السلوكي الجدلي الأعراض الأساسية لاضطراب الشخصية الحدية، مثل عدم استقرار المزاج، والخوف من الهجر، والعلاقات غير المستقرة، والاندفاع، والشعور المزمن بالفراغ.

2. تطبيقه الواسع على حالات أخرى:

  • تنظيم العواطف: على الرغم من تطويره في الأصل لاضطراب الشخصية الحدية، فقد تبين أن العلاج السلوكي الجدلي فعال في علاج حالات أخرى تتميز بصعوبات في تنظيم العواطف، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وتعاطي المخدرات.
  • التحكم في الاندفاع: تساعد مهارات العلاج السلوكي الجدلي الأفراد على التحكم في الاندفاعات الضارة، سواء كانت متعلقة بإيذاء الذات، أو الإنفاق المتهور، أو تعاطي المواد.
  • تحسين العلاقات: تركز مهارات الفعالية بين الأشخاص في العلاج السلوكي الجدلي على تحسين التواصل ووضع الحدود وبناء علاقات صحية والحفاظ عليها.

3. التركيز على اكتساب المهارات:

  • نهج عملي: يوفر العلاج السلوكي الجدلي للأفراد أدوات واستراتيجيات عملية وملموسة يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية للتعامل مع التحديات.
  • تمكين الفرد: من خلال تعلم هذه المهارات، يصبح الأفراد أكثر قدرة على إدارة مشاعرهم وسلوكياتهم بشكل فعال، مما يزيد من شعورهم بالسيطرة والتمكين.

4. الجمع بين القبول والتغيير:

  • نهج متوازن: إن التركيز على كل من قبول الذات والواقع الحالي، مع العمل في الوقت نفسه على إحداث تغييرات إيجابية، يخلق نهجًا متوازنًا وواقعيًا للعلاج.
  • تقليل المقاومة: يمكن أن يساعد القبول الأفراد على تقليل مقاومتهم لمشاعرهم وتجاربهم، مما يسهل عملية التغيير.

5. هيكلية العلاج الشاملة:

  • مكونات متعددة: يتضمن العلاج السلوكي الجدلي عادةً جلسات علاج نفسي فردية وجماعية لتدريب المهارات، بالإضافة إلى الاستشارات الهاتفية عند الحاجة. هذه الهيكلية الشاملة توفر دعمًا متعدد الأوجه للمرضى.
  • دعم المعالج: يوفر المعالجون المدربون على العلاج السلوكي الجدلي بيئة داعمة وصادقة تساعد الأفراد على استكشاف تحدياتهم وتطبيق المهارات الجديدة.

مبادئ العلاج السلوكي الجدلي

يرتكز العلاج السلوكي الجدلي (DBT) على مجموعة من المبادئ الأساسية التي توجه عملية العلاج وتساعد في فهم طبيعة المشاكل التي يعاني منها الأفراد المستفيدون من هذا العلاج. إليك أهم هذه المبادئ:

1. الجدلية (Dialectics):

  • التكامل بين المتناقضات: يؤكد هذا المبدأ على أن الحقيقة غالبًا ما تتضمن جوانب متناقضة أو قوى متعارضة. الهدف هو إيجاد حلول وسط وتكامل بين هذه المتناقضات بدلاً من اختيار أحد الطرفين وإهمال الآخر.
  • التغيير المستمر: ينظر العلاج السلوكي الجدلي إلى التغيير على أنه عملية مستمرة وحتمية. لا يوجد ثبات مطلق، وكل شيء في حالة حركة وتطور.
  • السياق والشمولية: يتم فهم المشاكل والسلوكيات في سياقها الأوسع، مع الأخذ في الاعتبار العوامل البيئية والشخصية والتاريخية.

2. القبول الجذري (Radical Acceptance):

  • قبول الواقع كما هو: يعني قبول الأحداث والمشاعر والأفكار كما هي في اللحظة الحالية، حتى لو كانت مؤلمة أو غير مرغوب فيها. هذا لا يعني الاستسلام أو الموافقة، بل هو خطوة أولى نحو التغيير.
  • قبول الذات: يشمل قبول الذات بكل جوانبها، الإيجابية والسلبية، دون إصدار أحكام قاسية.
  • التحرر من المعاناة غير الضرورية: غالبًا ما تأتي المعاناة الإضافية من مقاومة الواقع أو محاولة تغييره بشكل غير فعال. القبول الجذري يساعد على تقليل هذه المعاناة.

3. التحقق من الصحة (Validation):

  • فهم وتصديق التجربة: يعني فهم مشاعر وأفكار وسلوكيات الفرد من منظوره الخاص، حتى لو كانت تبدو غير منطقية للآخرين. هذا لا يعني الموافقة عليها بالضرورة، بل الاعتراف بأنها نابعة من تجربة معينة.
  • التواصل المتعاطف: يتضمن التواصل مع الفرد بطريقة تُظهر الفهم والتعاطف والتقدير لتجربته.
  • بناء الثقة: التحقق من الصحة يساعد على بناء علاقة علاجية قوية قائمة على الثقة والأمان.

4. التركيز على السياق (Contextualism):

  • السلوك له وظيفة: يُنظر إلى السلوك على أنه وسيلة للتكيف مع البيئة أو للتعبير عن حاجة معينة. فهم وظيفة السلوك يساعد في تطوير بدائل أكثر فعالية.
  • التأثير المتبادل: يتم التأكيد على التفاعل المستمر بين الفرد وبيئته. يؤثر الفرد على بيئته وتؤثر البيئة عليه.

5. التوازن بين القبول والتغيير (Balance of Acceptance and Change):

  • استراتيجيات متوازنة: يركز العلاج السلوكي الجدلي على استخدام استراتيجيات القبول (مثل اليقظة الذهنية والتحمل) واستراتيجيات التغيير (مثل حل المشكلات وتعديل السلوك) بشكل متوازن.
  • التقدم التدريجي: يتم تشجيع التغيير بشكل تدريجي ومستمر، مع الاعتراف بأهمية القبول في المراحل المختلفة من العلاج.

6. الالتزام بالعلاج (Commitment to Treatment):

  • مسؤولية مشتركة: يعتبر العلاج عملية تعاونية تتطلب التزامًا من كل من المعالج والمريض.
  • تحديد الأهداف: يتم العمل بشكل مشترك لتحديد أهداف العلاج والاتفاق على الخطوات اللازمة لتحقيقها.

7. العلاقة العلاجية (Therapeutic Relationship):

  • الأصالة والتعاطف: يؤكد العلاج السلوكي الجدلي على أهمية وجود علاقة علاجية حقيقية وداعمة تتسم بالأصالة والتعاطف من جانب المعالج.
  • وضع الحدود: في الوقت نفسه، يتم التأكيد على أهمية وضع حدود واضحة للحفاظ على فعالية العلاج وسلامة الطرفين.

أنواع العلاج السلوكي الجدلي

على الرغم من أن العلاج السلوكي الجدلي (DBT) يعتبر نموذجًا علاجيًا متكاملًا، إلا أنه يتضمن عدة مكونات وأنماط تقديم مختلفة لتلبية احتياجات الأفراد المتنوعة. إليك الأنواع والمكونات الرئيسية للعلاج السلوكي الجدلي:

1. العلاج الفردي (Individual Therapy):

  • التركيز الأساسي: جلسات أسبوعية فردية بين المعالج والمريض.
  • الأهداف:
    • تطبيق مهارات العلاج السلوكي الجدلي على التحديات والمشاكل الشخصية.
    • تحديد الأهداف العلاجية والعمل على تحقيقها.
    • تحليل السلوكيات المستهدفة (مثل إيذاء الذات، الأفكار الانتحارية، السلوكيات التي تعيق العلاج وجودة الحياة).
    • بناء علاقة علاجية قوية وداعمة.
    • تعميم المهارات المكتسبة في مجموعة تدريب المهارات إلى الحياة اليومية.

2. مجموعة تدريب المهارات (Skills Training Group):

  • التركيز الأساسي: جلسات أسبوعية جماعية تركز على تعليم وتدريب مهارات محددة.
  • الأهداف:
    • تعليم أربع مجموعات رئيسية من المهارات:
      • اليقظة الذهنية (Mindfulness): مهارات لزيادة الوعي باللحظة الحالية وتقليل التفكير في الماضي أو المستقبل.
      • تحمل الضيق (Distress Tolerance): مهارات لمواجهة الأزمات والمواقف الصعبة دون اللجوء إلى سلوكيات غير صحية.
      • تنظيم العواطف (Emotion Regulation): مهارات لفهم وتغيير الاستجابات العاطفية الشديدة.
      • الفاعلية بين الأشخاص (Interpersonal Effectiveness): مهارات لتحسين التواصل ووضع الحدود والحفاظ على العلاقات.
    • توفير بيئة داعمة لتعلم وممارسة هذه المهارات مع الآخرين.
    • ليست مجموعة علاجية تقليدية حيث يتم التركيز على مشاركة المشاكل الشخصية بشكل معمق، بل هي أقرب إلى فصل تعليمي.

3. الاستشارة الهاتفية (Phone Coaching):

  • التركيز الأساسي: مكالمات هاتفية قصيرة بين المريض والمعالج بين الجلسات.
  • الأهداف:
    • مساعدة المريض على تطبيق مهارات العلاج السلوكي الجدلي في المواقف الصعبة في الوقت الفعلي.
    • منع تفاقم الأزمات والسلوكيات غير الصحية.
    • تقديم الدعم والتوجيه الفوري عند الحاجة.
    • تعميم استخدام المهارات في بيئة المريض الطبيعية.
    • عادة ما تكون هناك إرشادات وحدود واضحة للاستشارة الهاتفية يتم الاتفاق عليها بين المعالج والمريض.

4. فريق استشارة المعالجين (Therapist Consultation Team):

  • التركيز الأساسي: اجتماع أسبوعي لفريق المعالجين الذين يقدمون العلاج السلوكي الجدلي.
  • الأهداف:
    • تقديم الدعم المتبادل للمعالجين.
    • تحسين جودة العلاج المقدم.
    • ضمان الالتزام بمبادئ وبروتوكولات العلاج السلوكي الجدلي.
    • مناقشة الحالات الصعبة وتبادل الأفكار والاستراتيجيات.
    • مساعدة المعالجين على تجنب الإرهاق والاحتراق النفسي.

أنواع أخرى من تطبيقات العلاج السلوكي الجدلي (تعتمد على التكيف مع مجموعات محددة):

  • العلاج السلوكي الجدلي للمراهقين (DBT-A): تم تكييفه خصيصًا لتلبية احتياجات المراهقين وعائلاتهم، وغالبًا ما يشمل تدريب الوالدين على مهارات دعم المراهق.
  • العلاج السلوكي الجدلي للأطفال (DBT-C): نسخة معدلة للأطفال الذين يعانون من مشاكل في تنظيم العواطف والسلوكيات.
  • العلاج السلوكي الجدلي للاضطرابات المرتبطة بتعاطي المواد (DBT-SUD): يركز على معالجة كل من تعاطي المواد والصعوبات العاطفية المصاحبة.
  • العلاج السلوكي الجدلي لاضطرابات الأكل (DBT-E): تم تكييفه لمساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
  • العلاج السلوكي الجدلي عبر الإنترنت (Online DBT): تقديم مكونات العلاج السلوكي الجدلي عبر منصات الإنترنت، مما يزيد من إمكانية الوصول.

أهداف العلاج السلوكي الجدلي

يهدف العلاج السلوكي الجدلي (DBT) إلى مساعدة الأفراد على بناء “حياة تستحق العيش”. لتحقيق هذا الهدف العام، يركز العلاج على تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة والمتدرجة، والتي غالبًا ما يتم ترتيبها في تسلسل هرمي:

المستوى الأول: تقليل السلوكيات التي تهدد الحياة:

  • الهدف الأساسي: ضمان سلامة الفرد ومنع الوفاة أو الإصابات الخطيرة.
  • الأهداف المحددة:
    • تقليل أو إيقاف السلوكيات الانتحارية (مثل الأفكار الانتحارية، محاولات الانتحار).
    • تقليل أو إيقاف سلوكيات إيذاء الذات غير الانتحارية (مثل الجروح، الحروق).
    • تقليل السلوكيات الأخرى التي تهدد الحياة أو الصحة بشكل مباشر.

المستوى الثاني: تقليل السلوكيات التي تعيق العلاج:

  • الهدف الأساسي: ضمان قدرة الفرد على المشاركة بفعالية في العلاج وتحقيق أقصى استفادة منه.
  • الأهداف المحددة:
    • تقليل أو إيقاف السلوكيات التي تمنع حضور الجلسات أو المشاركة فيها (مثل عدم الحضور، التأخير المتكرر).
    • تقليل أو إيقاف السلوكيات التي تعيق بناء علاقة علاجية فعالة (مثل عدم الثقة، العدوانية تجاه المعالج).
    • تقليل أو إيقاف السلوكيات التي تمنع إكمال المهام العلاجية (مثل عدم القيام بالواجبات المنزلية، عدم تطبيق المهارات).

المستوى الثالث: تقليل السلوكيات التي تقلل من جودة الحياة:

  • الهدف الأساسي: مساعدة الفرد على بناء حياة أكثر استقرارًا وإشباعًا ورضا.
  • الأهداف المحددة:
    • تقليل أو إيقاف السلوكيات المرتبطة باضطرابات أخرى (مثل أعراض الاكتئاب والقلق).
    • تحسين تنظيم العواطف وتقليل حدة الاستجابات العاطفية غير المناسبة.
    • تقليل الاندفاع والتهور في مجالات مختلفة (مثل العلاقات، الإنفاق، تعاطي المواد).
    • تحسين العلاقات بين الأشخاص وتقليل الصراعات وبناء علاقات صحية.
    • زيادة الشعور بالكفاءة الذاتية والسيطرة على الحياة.

المستوى الرابع: زيادة المهارات السلوكية:

  • الهدف الأساسي: تزويد الفرد بالمهارات اللازمة لإدارة حياته بفعالية وتحقيق أهدافه طويلة الأجل.
  • الأهداف المحددة:
    • اكتساب وإتقان مهارات اليقظة الذهنية لزيادة الوعي باللحظة الحالية.
    • اكتساب وإتقان مهارات تحمل الضيق لمواجهة الأزمات والمشاعر الصعبة.
    • اكتساب وإتقان مهارات تنظيم العواطف لفهم وتغيير الاستجابات العاطفية.
    • اكتساب وإتقان مهارات الفعالية بين الأشخاص لتحسين التواصل والعلاقات.

إيجابيات العلاج السلوكي الجدلي

العلاج السلوكي الجدلي (DBT) يقدم العديد من الإيجابيات التي تجعله خيارًا علاجيًا فعالًا لمجموعة واسعة من المشكلات النفسية، خاصة تلك التي تنطوي على صعوبات في تنظيم العواطف والسلوكيات. إليك بعض من أهم هذه الإيجابيات:

1. فعالية مثبتة:

  • علاج فعال لاضطراب الشخصية الحدية (BPD): يعتبر العلاج السلوكي الجدلي هو العلاج النفسي الأكثر بحثًا وفعالية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، حيث أظهرت الدراسات قدرته على تقليل السلوكيات الانتحارية وإيذاء الذات، وتحسين تنظيم العواطف، وتعزيز العلاقات.
  • فعالية لحالات أخرى: بالإضافة إلى اضطراب الشخصية الحدية، أظهر العلاج السلوكي الجدلي نتائج واعدة في علاج حالات أخرى مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وتعاطي المخدرات، ومشاكل الغضب.

2. تركيز على اكتساب المهارات العملية:

  • أدوات واستراتيجيات ملموسة: يوفر العلاج السلوكي الجدلي للمرضى مجموعة محددة من المهارات العملية التي يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية للتعامل مع المواقف الصعبة والمشاعر الشديدة.
  • تمكين المريض: من خلال تعلم هذه المهارات، يصبح المرضى أكثر قدرة على إدارة مشاعرهم وسلوكياتهم بأنفسهم، مما يزيد من شعورهم بالسيطرة والتمكين.

3. الجمع بين القبول والتغيير:

  • نهج متوازن: إن التركيز على كل من قبول الذات والواقع الحالي، مع العمل في الوقت نفسه على إحداث تغييرات إيجابية، يخلق نهجًا علاجيًا متوازنًا وواقعيًا.
  • تقليل المقاومة: يمكن أن يساعد القبول على تقليل مقاومة المرضى لمشاعرهم وتجاربهم المؤلمة، مما يسهل عملية التغيير.

4. هيكلية علاجية شاملة:

  • مكونات متعددة: يتضمن العلاج السلوكي الجدلي عادةً العلاج الفردي، ومجموعة تدريب المهارات، والاستشارة الهاتفية عند الحاجة، وفريق استشارة المعالجين. هذه الهيكلية الشاملة توفر دعمًا متعدد الأوجه للمرضى.
  • دعم مستمر: توفر الاستشارة الهاتفية دعمًا فوريًا في الأوقات الصعبة، مما يساعد على منع تفاقم الأزمات.

5. التركيز على التحقق من الصحة:

  • بناء الثقة: إن فهم وتصديق تجارب ومشاعر المريض من قبل المعالج يساعد في بناء علاقة علاجية قوية قائمة على الثقة والأمان.
  • شعور بالفهم: يشعر المرضى بأنهم مسموعون ومفهومون، مما يعزز مشاركتهم في العلاج.

6. القدرة على التكيف والتعديل:

  • تطبيقات متنوعة: تم تكييف العلاج السلوكي الجدلي ليناسب مجموعات سكانية مختلفة ومشاكل متنوعة، مثل المراهقين والأطفال والأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو تعاطي المخدرات.
  • مرونة في التنفيذ: يمكن للمعالجين المدربين تطبيق مبادئ واستراتيجيات العلاج السلوكي الجدلي بمرونة لتلبية الاحتياجات الفردية للمرضى.

7. التركيز على العلاقة العلاجية:

  • أهمية الأصالة والتعاطف: يؤكد العلاج السلوكي الجدلي على أهمية وجود علاقة علاجية حقيقية وداعمة بين المعالج والمريض.

سلبيات العلاج السلوكي الجدلي

على الرغم من الفوائد العديدة للعلاج السلوكي الجدلي (DBT)، إلا أن هناك بعض الجوانب التي يمكن اعتبارها تحديات أو سلبيات محتملة:

1. الالتزام والوقت المطلوب:

  • علاج مكثف: يتطلب العلاج السلوكي الجدلي عادةً التزامًا كبيرًا من المريض، بما في ذلك حضور جلسات فردية وجماعية أسبوعية، والمشاركة الفعالة في تدريب المهارات، وإجراء الواجبات المنزلية، واستخدام الاستشارة الهاتفية عند الحاجة.
  • مدة العلاج: قد يكون العلاج طويل الأمد، خاصة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات شديدة في تنظيم العواطف والسلوكيات. قد يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات لتحقيق تقدم كبير.

2. صعوبة الوصول والتكلفة:

  • توفر المعالجين المدربين: قد لا يكون هناك عدد كافٍ من المعالجين المدربين بشكل كامل على العلاج السلوكي الجدلي في بعض المناطق، مما يجعل الوصول إليه صعبًا.
  • التكلفة: يمكن أن يكون العلاج السلوكي الجدلي مكلفًا، خاصة إذا كان يتضمن جلسات فردية وجماعية واستشارات هاتفية. قد لا يكون متاحًا للأفراد ذوي الدخل المحدود أو الذين لا يملكون تغطية تأمينية كافية.

3. قد لا يكون مناسبًا للجميع:

  • مستوى الأداء: يتطلب العلاج السلوكي الجدلي مستوى معينًا من القدرة المعرفية والالتزام من المريض للمشاركة بفعالية في تعلم وتطبيق المهارات. قد لا يكون مناسبًا للأفراد الذين يعانون من صعوبات إدراكية شديدة أو نقص في الدافعية.
  • أنواع معينة من المشاكل: على الرغم من فعاليته في العديد من الحالات، قد لا يكون العلاج السلوكي الجدلي هو الخيار الأفضل لجميع أنواع المشاكل النفسية. قد تكون هناك علاجات أخرى أكثر ملاءمة لبعض الحالات.

4. التركيز على المهارات قد يكون سطحيًا للبعض:

  • تجنب الاستكشاف العميق: يركز العلاج السلوكي الجدلي بشكل كبير على تعليم المهارات وتطبيقها في الوقت الحاضر. قد يرى بعض الأفراد أن هذا التركيز يقلل من استكشاف التجارب الماضية أو الديناميات اللاواعية بشكل معمق، وهو ما يعتبرونه مهمًا في العلاج.

5. تحديات في المجموعة العلاجية:

  • ديناميكيات المجموعة: قد تكون هناك تحديات في ديناميكيات المجموعة العلاجية، مثل اختلاف مستويات المشاركة أو صعوبة التعامل مع سلوكيات بعض الأعضاء.
  • مقارنات اجتماعية: قد يشعر بعض الأفراد بالإحباط أو المقارنة السلبية مع تقدم الآخرين في المجموعة.

6. عبء على المعالجين:

  • يتطلب تدريبًا مكثفًا: يتطلب تقديم العلاج السلوكي الجدلي تدريبًا مكثفًا ومستمرًا للمعالجين لضمان الالتزام بالبروتوكولات وتقديم العلاج بفعالية.
  • ضغط العمل: قد يشعر المعالجون بضغط العمل بسبب الحاجة إلى تقديم جلسات فردية وجماعية واستشارات هاتفية، بالإضافة إلى المشاركة في فريق استشارة المعالجين.

7. خطر إساءة استخدام الاستشارة الهاتفية:

  • اعتمادية مفرطة: قد يصبح بعض المرضى معتمدين بشكل مفرط على الاستشارة الهاتفية، مما يعيق تطوير قدرتهم على التعامل مع المشكلات بشكل مستقل.
  • تجاوز الحدود: قد يحاول بعض المرضى تجاوز الحدود المتفق عليها للاستشارة الهاتفية.

تجارب اشخاص مع العلاج السلوكي الجدلي

تجربة رنا

في البداية شعرت باليأس التام، كانت حياتي عبارة عن تقلبات عاطفية حادة، وعلاقاتي متوترة، وكنت ألجأ لإيذاء نفسي عندما يصبح الألم لا يطاق، عندما بدأت العلاج السلوكي الجدلي، كنت متشككة، بدت فكرة تعلم ‘مهارات’ للتعامل مع مشاعري سخيفة،  لكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير ببطء، الآن بعد عامين من العلاج، أستطيع أن أقول إن حياتي تغيرت بشكل كبير، ما زلت أشعر بمشاعر قوية أحيانًا، لكنني أملك الأدوات اللازمة لإدارتها، علاقاتي أصبحت أكثر استقرارًا، ولم أؤذِ نفسي منذ شهور. ما زال لدي طريق طويل لأقطعه، لكنني أشعر الآن أن حياتي تستحق العيش.

تجربة عمر

لطالما كانت حياتي مليئة بالانفجارات، أتفوه بأشياء أندم عليها فورًا، وأخرب علاقاتي بسبب غضبي، قررت تجربة العلاج السلوكي الجدلي بناءً على اقتراح طبيبي، كنت متفاجئًا عندما اكتشفت أن التركيز لم يكن فقط على التخلص من الغضب، بل على فهم مشاعري بشكل عام وكيفية الاستجابة لها بطرق مختلفة، الآن أصبحت أقل اندفاعًا وأكثر قدرة على التحكم في غضبي، علاقاتي تحسنت بشكل ملحوظ، وأشعر بثقة أكبر في تفاعلاتي مع الآخرين، العلاج السلوكي الجدلي منحني أدوات لم أكن أعرف أنها موجودة.

تجربة سماح

كنت أشعر دائمًا بالقلق والتوتر، وغالبًا ما كنت أنسحب من الأصدقاء والأنشطة، اقترحت عليّ أخصائية المدرسة تجربة العلاج السلوكي الجدلي للمراهقين، في البداية لم أكن متحمسة لفكرة العلاج الجماعي، لكنني فوجئت بمدى الدعم الذي وجدته هناك، ما زلت أعاني من القلق والاكتئاب في بعض الأحيان، لكنني الآن أملك أدوات للتعامل مع هذه المشاعر بشكل أفضل، أصبحت أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة التي أستمتع بها، العلاج السلوكي الجدلي ساعدني على بناء أساس أقوى لحياة أكثر صحة وسعادة.

الأسئلة الشائعة

هل العلاج السلوكي الجدلي فعال فقط لاضطراب الشخصية الحدية؟

لا، لقد ثبتت فعاليته في علاج حالات أخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل.

ما المقصود باليقظة الذهنية في العلاج السلوكي الجدلي؟

زيادة الوعي باللحظة الحالية دون إصدار أحكام.

ما هي مهارات تحمل الضيق؟

استراتيجيات لمواجهة الأزمات والمشاعر الصعبة دون اللجوء إلى سلوكيات غير صحية.

ما أهمية التحقق من الصحة في العلاج السلوكي الجدلي؟

يساعد على بناء الثقة بين المعالج والمريض ويجعل المريض يشعر بالفهم.

خاتمة

وبهذا الكم من المعلومات نصل إلى ختام مقالنا الذي كان حول العلاج السلوكي الجدلي (DBT)حيث تطرقنا في سطوره إلى كافة المعلومات ذات الصلة بموضوع العلاج السلوكي الجدلي، وقد تمت تغطية الموضوع من كافة جوانبه، نرجو أن نكون قد وفقنا عزيزي القارئ في تزويدك بكافة المعلومات، في حال وجود أي استفسار أي تساؤل يرجى ترك تعليق أدناه.

اترك تعليقاً